في خطوة تم وصفها بأنها "سياسة نقدية على أطراف الأصابع" (monetary policy on tiptoes) من قبل تشارلي غارسيا في مقال رأي نُشر على MarketWatch، قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) بهدوء بتنفيذ سلسلة من عمليات شراء السندات الحكومية الأمريكية بقيمة تصل إلى 43 مليار USD. حدثت هذه الخطوة بعد أن قامت الصين ببيع كمية كبيرة من السندات الأمريكية، مما أثار الشكوك بأن الفيدرالي يقوم بـ "تخفيف كمي في الظل" (stealth QE).
الفيدرالي يفسر أن هذا هو النشاط "إعادة الاستثمار العادية"
منذ فترة طويلة، أكدت الاحتياطي الفيدرالي أن عمليات شراء السندات هذه هي ببساطة إعادة استثمار الأصول المستحقة، بهدف الحفاظ على حجم الميزانية العمومية. ومع ذلك، فإن توقيت وحجم هذه العملية الشرائية دفع العديد من الخبراء للاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي ينفذ تدابير لتخفيف السياسة النقدية بشكل غير معلن، بهدف السيطرة على أسعار الفائدة وعرض النقود دون زيادة مخاوف السوق بشأن التضخم أو التدخل المفرط.
الصين تبيع حوالي 19 مليار USD من السندات الأمريكية
وفقًا للبيانات الجديدة التي نشرتها وزارة المالية الأمريكية، فقد قامت الصين ببيع 18.9 مليار USD من سندات الخزانة الأمريكية فقط في شهر مارس الماضي. هذه واحدة من أكبر عمليات البيع التي حدثت في الآونة الأخيرة، مما زاد من القلق بشأن استمرار بكين في تنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
في حين أن معظم الدول الأخرى قد زادت من حيازتها من السندات الأمريكية، مما يدل على أن الطلب على هذه الأصول الآمنة لا يزال كبيرًا جدًا.
ترتيب الدول التي تمتلك سندات أمريكا يتغير
مع هذه الخطوة للبيع، تراجعت الصين إلى المركز الثالث في قائمة الدول التي تمتلك أكبر عدد من سندات الولايات المتحدة، بعد:
اليابان: 1.130 تريليون USD المملكة المتحدة: 779 مليار USD الصين: 765,4 مليار USD
هذه علامة واضحة تشير إلى أن الصين تتراجع خطوة بخطوة عن السوق الأمريكية للسندات العامة - وهو اتجاه مستمر منذ سنوات ولكنه يبدو أنه يتسارع الآن.
تقرير نهائي
إن شراء الاحتياطي الفيدرالي بشكل مفاجئ لكميات كبيرة من السندات في الوقت الذي قلصت فيه الصين ملكيتها بشكل كبير قد أثار العديد من التساؤلات حول السياسة النقدية غير المعلنة في أمريكا. على الرغم من تأكيد الاحتياطي الفيدرالي أن هذا مجرد نشاط إعادة استثمار، إلا أن الحجم والتوقيت يجعلان السوق غير قادر على تجاهل ذلك.
في سياق الجغرافيا السياسية والمالية العالمية المتقلبة، يمكن أن تؤدي كل خطوة من الاقتصادات الكبرى مثل أمريكا والصين إلى تأثيرات قوية متداخلة في الأسواق المالية الدولية.
المحتوى هو للمرجعية فقط، وليس دعوة أو عرضًا. لا يتم تقديم أي مشورة استثمارية أو ضريبية أو قانونية. للمزيد من الإفصاحات حول المخاطر، يُرجى الاطلاع على إخلاء المسؤولية.
الفيدرالي الأمريكي يشتري بهدوء سندات أمريكية بقيمة 43 مليار دولار بينما تقوم الصين ببيعها بشكل مكثف
في خطوة تم وصفها بأنها "سياسة نقدية على أطراف الأصابع" (monetary policy on tiptoes) من قبل تشارلي غارسيا في مقال رأي نُشر على MarketWatch، قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) بهدوء بتنفيذ سلسلة من عمليات شراء السندات الحكومية الأمريكية بقيمة تصل إلى 43 مليار USD. حدثت هذه الخطوة بعد أن قامت الصين ببيع كمية كبيرة من السندات الأمريكية، مما أثار الشكوك بأن الفيدرالي يقوم بـ "تخفيف كمي في الظل" (stealth QE). الفيدرالي يفسر أن هذا هو النشاط "إعادة الاستثمار العادية" منذ فترة طويلة، أكدت الاحتياطي الفيدرالي أن عمليات شراء السندات هذه هي ببساطة إعادة استثمار الأصول المستحقة، بهدف الحفاظ على حجم الميزانية العمومية. ومع ذلك، فإن توقيت وحجم هذه العملية الشرائية دفع العديد من الخبراء للاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي ينفذ تدابير لتخفيف السياسة النقدية بشكل غير معلن، بهدف السيطرة على أسعار الفائدة وعرض النقود دون زيادة مخاوف السوق بشأن التضخم أو التدخل المفرط. الصين تبيع حوالي 19 مليار USD من السندات الأمريكية وفقًا للبيانات الجديدة التي نشرتها وزارة المالية الأمريكية، فقد قامت الصين ببيع 18.9 مليار USD من سندات الخزانة الأمريكية فقط في شهر مارس الماضي. هذه واحدة من أكبر عمليات البيع التي حدثت في الآونة الأخيرة، مما زاد من القلق بشأن استمرار بكين في تنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. في حين أن معظم الدول الأخرى قد زادت من حيازتها من السندات الأمريكية، مما يدل على أن الطلب على هذه الأصول الآمنة لا يزال كبيرًا جدًا. ترتيب الدول التي تمتلك سندات أمريكا يتغير مع هذه الخطوة للبيع، تراجعت الصين إلى المركز الثالث في قائمة الدول التي تمتلك أكبر عدد من سندات الولايات المتحدة، بعد: اليابان: 1.130 تريليون USD المملكة المتحدة: 779 مليار USD الصين: 765,4 مليار USD هذه علامة واضحة تشير إلى أن الصين تتراجع خطوة بخطوة عن السوق الأمريكية للسندات العامة - وهو اتجاه مستمر منذ سنوات ولكنه يبدو أنه يتسارع الآن. تقرير نهائي إن شراء الاحتياطي الفيدرالي بشكل مفاجئ لكميات كبيرة من السندات في الوقت الذي قلصت فيه الصين ملكيتها بشكل كبير قد أثار العديد من التساؤلات حول السياسة النقدية غير المعلنة في أمريكا. على الرغم من تأكيد الاحتياطي الفيدرالي أن هذا مجرد نشاط إعادة استثمار، إلا أن الحجم والتوقيت يجعلان السوق غير قادر على تجاهل ذلك. في سياق الجغرافيا السياسية والمالية العالمية المتقلبة، يمكن أن تؤدي كل خطوة من الاقتصادات الكبرى مثل أمريكا والصين إلى تأثيرات قوية متداخلة في الأسواق المالية الدولية.